صحة وجمال

كيف نضع خطة علاج لأطفال التوحد

حياة أفضل لطفل التوحد

كتبت: ريهام محرز، يعاني عديد من الأطفال مؤخرًا من الإصابة بما يعرف بمرض التوحد. حيث عرف التوحد لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي من قِبَل ليوكانر و هانز أسبرجر. كيف يتم إذاً تشخيص المرض وما هي الطرق المستخدمة لتحقيق خطة علاج لأطفال التوحد؟

ما هو التوحد؟

هو اضطراب بيولوجي عصبي يؤثر على المهارات اللغوية والاجتماعية والجسدية للأطفال. تظهر أعراض التوحد عادة في السنة الثانية من عمر الطفل.

وعلى الرغم من إلقاء اللوم في العادة على الممارسات الخاطئة بعد الولادة تجاه الأطفال مثل قلة اهتمام الوالدين كسبب رئيسي للإصابة بالمرض، إلا أنه بات مؤكداً مؤخراً أن المرض ينتج عن تشوهات في البنية الدماغية للطفل. 

أعراض الإصابة بالتوحد عند الأطفال:

يعتمد الأطباء النفسيين في تشخيص مرض التوحد عند الأطفال علي عدة أعراض ظاهرة، تتراوح طبيعتها من خفيفة إلى معتدلة إلى شديدة. وتعرف درجة الإصابة ذات الأعراض الخفيفة بما يسمى (طيف التوحد). تنحصر الأعراض المعروفة للمرض في ثلاثة اتجاهات رئيسية:

خلل في التفاعل الاجتماعي:

حيث يعاني الطفل المصاب بالتوحد من قلة تعابير الوجه وعدم القدرة على حدوث التواصل البصري الطبيعي عند التفاعل الاجتماعي. وأيضاً وجود صعوبة فى إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانه.

يصاحب كل هذه الأعراض أيضا عدم الاستجابة لمناداته باسمه كأنه لا يسمع من يناديه. وعدم رغبته في أن يحدث تلامس جسدي مع المحيطين. يرفض طفل التوحد العناق أو أن يتم الإمساك به كما يفضل اللعب بمفرده دائماً.

خلل في التواصل:

حيث تشمل مشاكل الاتصال التأخر اللغوي للطفل وضعف مهارات المحادثة والإيماءات ونقص اللعب التنموي المناسب لعمر الطفل. إذ يستعيض الطفل بالإشارة لما يريده بدلاً من محاولة التعبير اللغوي.

وحتى عند محاولته الكلام فإنه يستخدم نبرة صوت رتيبة تكاد تشبه الإنسان الآلي ويكرر الكلمات دون أن يستوعب معناها الحقيقي.

اضطراب في السلوكيات:

حيث يظهر على الطفل بعض الحركات اللاإرادية والمتكررة بشكل دائم مثل الرفرفة باليدين والوقوف على أطراف الأصابع أو الدوران والتأرجح. كما أنه من الممكن أن يقوم بحركات عنيفة أو عدائية تجاه نفسه أو الآخرين كأن يقوم بضرب رأسه بشكل متكرر أو أن يقوم بعض نفسه أو الغير.

يميل الطفل المصاب بالتوحد أيضاً للالتزام بروتين يومي متكرر غير قابل للتغيير، كما أنه غالباً ما ينشغل بأجزاء الأشياء عوضاً عن الشيء كليًّا (مثل الاهتمام باللعب بعجل السيارة بدلا من اللعب بها بالطريقة الطبيعية كسيارة تسير). 

كيفية علاج الأطفال المصابين بالتوحد:

بمجرد إجراء التشخيص الأولي لمرض التوحد، والذي يعتمد على مراقبة التاريخ السلوكي للطفل بناءاً على سؤال الأبوين، يمكن تطوير برنامج يمثل علاج لأطفال التوحد.

يعمل هذا البرنامج على تعديل العلامات والأعراض السلوكية الإشكالية للمرض. كما يعمل العلاج المبكر للمرض على حدوث فارق كبير في حياة المصابين.

تشمل الاستراتيجية التي تعد علاج لأطفال التوحد بشكل أساسي على الخيارات الآتية:

العلاجات السلوكية:

حيث تعتمد البرامج العلاجية بها على محاولة تحسين الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة بالمرض كما تحاول الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل.

اكتساب مهارات جديدة أيضا تعد أحد أولويات هذه الخطة العلاجية وتعتمد فيها على نظام التحفيز القائم على المكافآت. 

العلاجات التربوية:

تتضمن البرامج العلاجية التربوية الناجحة عادةً فريقاً من الأخصائيين ومجموعة متنوعة من الأنشطة.

تهدف هذه الأنشطة في النهاية لمحاولة تحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك التي يفتقر إليها الطفل المصاب بالتوحد.

العلاج الأسري:

من أهم العوامل المؤثرة في علاج أطفال التوحد هو العلاج الذي يعتمد على الأسرة بناءاً على قربهم وملاصقتهم للطفل. حيث من الضروري أن يتعلم أفراد الأسرة كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بالطريقة التي تحسن من مهاراتهم الاجتماعية وتكسبهم مهارات تواصل جديدة.

كما أنه من الضروري أن تعمل أيضا على التقليل من المشاكل السلوكية لديهم.

العلاجات الأخرى:

يحتاج الطفل المصاب بالتوحد لعدة علاجات بناءً على الظروف الصحية لكل حالة منها

  • العلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن
  • وعلاج النطق لتحسين مهارات التواصل
  • العلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية.

الأدوية:

تستخدم الأدوية أحيانًا على أنها علاج لأطفال التوحد في محاولة الحد من الأعراض والسيطرة عليها ولا تستخدم لتحسين علامات التوحد الأساسية.

على سبيل المثال؛ استخدام بعض الأدوية إذا كان الطفل يعاني من فرط الحركة، أو استخدام الأدوية المضادة للذهان أو الاكتئاب لعلاج بعض المشاكل السلوكية الحادة.

من هذه المشاكل السلوكية التي يعاني منها البعض العدوانية والتهيج وقلة النوم أو القلق.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج لأطفال التوحد بشكل نهائي، إلا أنه يمكن تحسين العديد من أعراض اضطراب التوحد. إذ يعاني معظم المصابين باضطراب التوحد من بعض الأعراض طوال حياتهم لكنهم ومع الاهتمام بعلاجهم قادرون على العيش مع أسرهم وفي المجتمع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى