صحة وجمال

فوائد طحالب السبيرولينا وطرق استخدامها

غذاء معجزة وحقائق مذهلة

كتبت: لينا أيوب، وفقًا لمسودة المشروع الموقفية التي أعدتها منظمة الفاو، أظهرت الدراسات الطبية والتجارب السريرية فوائد طحالب السبيرولينا كعلاج للأمراض وغذاء ومتمم غذائي للجسم. إذ أثبت تناول حبات السبيرولينا فعاليتها على خفض مستوى الدهون في الدم وإنقاص كريات الدم البيضاء الناتجة عن العلاج الإشعاعي والكيميائي.

كما لوحظت فعاليتها على تقوية جهاز المناعة عند الإنسان. حتى أصبحت طحالب السبيرولينا ومنتجاتها تستخدم منذ الثمانينيات كغذاء للإنسان وأعلاف للحيوانات وواحد من أهم مكونات المنتجات الكيميائية. فما هي فوائد طحالب السبيرولينا ولماذا أصبح مصدرًا غذائيًا عالميًا؟ 

لمحة عن طحالب السبيرولينا 

السبيرولينا هي طحالب متعددة الخلايا وخيطية زرقاء وخضراء. اكتسبت السبيرولينا شعبية كبيرة في الولايات المتحدة، في صناعة الأغذية الصحية كمكمل بروتيني وفيتامين. وتحتوي على نسبة عالية جدًا من العناصر الغذائية الكبيرة والصغرى.

تنمو طحالب السبيرولينا في الماء، ويمكن جمعها ومعالجتها بسهولة. تنمو بوفرة في مناطق المحيط الهادئ، وفي بحيرات المياه العذبة الكبيرة مثل بحيرة تشاد في أفريقيا وبحيرة كلاماث في أميركا الشمالية. 

اكتشف هذا الغذاء في تشاد على يد بعثة علمية أوروبية، ويزرع اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. 

يبلغ الإنتاج العالمي الحالي للاستهلاك البشري أكثر من ألف طن متري سنويًا. تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية دول الإنتاج، وتتبعها كل من تايلاند والهند واليابان والصين. 

يقوم بالتسويق لمستخلصات السبيرولينا العديد من الشركات متعددة الجنسيات حول العالم كمتمم غذائي ومستحضر علاجي. يمكن إيجادها في السوق على شكل مسحوق أو أقراص. وتستخدم اليوم لأغراض متعددة مثل فقدان الوزن واللياقة البنية وكمال الأجسام. 

لماذا السيبرولينا؟ 

  • يحتوي غذاء السبيرولينا على أعلى نسبة من البروتينات القابلة للهضم والأحماض الأمينية المتوازنة بنسبة 60% 
  • تحتوي السبيرولينا على أعلى نسبة من البيتا كاروتين لغناه بمضادات الأكسدة
  • غنية بفيتامين ب12 وفيتامين ب وفيتامينات أخرى معقدة
  • غنية بالحديد والمعادن النادرة والنزرة 
  • تسجل أعلى نسبة من الأحماض الدهنية الأساسية، خاصة حمض غاما لينولينيك GLA 
  • تحتوي على خليط من الصبغات والسكريات والمغذيات النباتية

كيف تعمل طحالب السيبرولينا؟

تشير الدراسات إلى أن السبيرولينا تسهم في تنشيط الخلايا البلعمية والخلايا القاتلة الطبيعية، وغيرها من الخلايا البائية والتائية لامتلاكها خصائص مضادات الأكسدة. كما تظهر البحوث أن طحالب السبيرولينا تسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وحتى الربو.

في هذا الصدد، أنشأ موقع Spirulinasource مكتبة رقمية تضم أكثر من 100 دراسة علمية قام بإعدادها مختصون عالميون على مدى 45 عامًا حول فوائد طحالب السيبرولينا. وقد بينت هذه الدراسات فوائد السبيرولينا على مستوى الصحة النفسية والعصبية والعامة، وعلى مستوى الغذاء الصحي لاحتوائها على خصائص مضادة للفيروسات وللسرطان. كما أشارت الدراسات إلى فوائد طحالب السبيرولينا على مستوى التعديل المناعي وتكون الدّم، وعلاجات الالتهابات وأمراض الشيخوخة وسوء التغذية. 

فوائد طحالب السيبرولينا: 

السبيرولينا في مكافحة أمراض الشيخوخة والوقاية العصبية: 

أشارت نتائج الدراسات إلى أن تناول السبيرولينا يسهم في تنشيط العديد من الوظائف المناعية في الأمعاء والمواقع الجهازية كالكبد. مما يكون له أثر إيجابي أساسي في الحفاظ على التوازن في النظام المعوي لدى كبار السن وانخفاض جراثيم الأمعاء. ويسهم بالتالي في الحفاظ على الأمعاء سليمة وتعزيز وظائف الجهاز المناعي وذلك لغنى السبيرولينا بالألياف الطبيعية.

كما أشارت النتائج العلمية إلى أنّ السبيرولينا غنية بالكاروتين ومواد أخرى مقاومة للأكسدة مما يؤخر ظهور أمراض الشيخوخة، كهشاشة العظام وآلام المفاصل. 

السبيرولينا في علاجات الالتهابات:

أظهرت الدراسات ما قبل السريرية أن مستخلص السبيرولينا غني بالفيكوسيانين المعروف بنشاطه المضاد للفيروسات والالتهابات التي تتسبب بنسبة عالية من الوفيات حول العالم. إذ يعزى ارتفاع معدل الوفيات إلى مجموعة من متلازمات فرط الالتهابات وخلل في مسارات مناعية. مما يؤدي غالبًا إلى فشل الجهاز التنفسي وما ينتج عنه من عوارض وحالات سريرية خطيرة على حياة الإنسان. ونذكر على سبيل المثال ضحايا وباء كوفيد19 وعدوى فيروس بيتاكورونا الحادة. 

طحالب السبيرولينا في علاج السرطان:

تركز الدراسات الحديثة على استخدام المنتجات الطبيعية في علاج السرطان. وقد أظهرت الدراسات التي تتناول فوائد مستخلصات السبيرولينا أنها تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة وأن لها تأثيرات مضادة للسرطانات الفموية وسرطان القولون. كما أثبتت التجارب السريرية فعالية مستخلصات السبيرولينا في تراجع ملحوظ لأشكال مختلفة من الأورام السرطانية عند الإنسان، بما فيها سرطان الكبد والمعدة والثدي. وذلك لاحتوائها على خصائص مضادة للأكسدة تتمثل في تنشيط تعديل المناعة من خلال محتوى الكاروتين وعديد السكاريد والفيكوسيانين. 

بالتالي، تعزز مستخلصات السبيرولينا كفاءة الاستجابة المناعية في العلاج والوقاية من الأمراض السرطانية. وذلك بفضل مكونات طحالب السبيرولينا الأربعة وهي الكلوروفيل والبيتاكاروتين والزانثوفيل والفيكوسيانين. وبفضل مكوناتها الغنية بالمواد المعدنية والمغذية، تؤثر السبيرولينا على تكاثر وتمايز الخلايا السلفية المكونة للدم مما يقلل درجة الإصابة بفقر الدم، ويسهم في رحلة التعافي منه. 

فوائد طحالب السبيرولينا على صحة القلب وضغط الدم: 

يسهم اتباع نظام غذائي صحي مع السبيرولينا كمتمم غذائي في منع توليف المستقبلات المضيقة للأوعية من حمض الأراكيدونيك. كما أظهرت الدراسات أنّ الفيكوسانين الموجود في السبيرولينا يتولى منع امتصاص الكوليستيرول، فيما يخفض كل من الفيكوسانين والغليكوليبيد مستوى نشاط الليباز البنكرياسي. 

أمّا فينا بتعلق بأمراض ضغط الدم، فقد أشارت التجارب إلى إمكانية استخدام السبيرولينا كمتمم غذائي وكعلاج لخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. 

فوائد طحالب السبيرولينا للبشرة:

تستخدم مستحضرات السبيرولينا على نطاق واسع في مستحضرات التجميل والمركّبات الصيدلانية بسبب نشاطها المضاد للبكتيريا والفطريات والطفيليات ومضاد الأكسدة. إذ إنّ السبيرولينا وتحللها الأنزيمي يعززان

استقلاب الجلد وتقليل الندبات. تشير الدراسات أيضًا إلى أن مستخلصات السبيرولينا تساهم بشكل كبير في التئام الجروح.

السبيرولينا: علاج لآلام المفاصل: 

تندرج مستخلصات السبيرولينا ضمن نظام الرياضيين الغذائي، إذ تعمل مكوناتها مباشرة على العضلات والمفاصل وتزيل الدهون. وذلك لتركيبتها الغذائية التي تحتوي على البروتينات والأحماض الدهنية الأساسية وبعض الفيتامينات. 

فوائد السبيرولينا للتنحيف: 

 تحتوي السبيرولينا على نسبة كبيرة من البروتين، مما يمنحها القدرة على تثبيط الشهية وإرسال إشارة بالشبع إلى الدماغ عند تناولها. وقد كشف العلماء عن أن مزج القليل من مستخلص السبيرولينا في الماء يسهم في خفض معدل الغلوكوز بالدم. كما أظهرت التجارب السريرية أن تناول 2.8 غرامًا 3 مرات يوميًا لمدة 4 أسابيع متتالية تؤدي إلى خسارة الوزن والتخلص من السمنة. 

مستخلصات السيبرولينا: مواد مضافة غذائية وملونات طبيعية:

بسبب التأثير السّام والمضر للعديد من الأصباغ الاصطناعية، زاد الطلب على السبيرولينا كملون طبيعي للغذاء والأدوية ومستحضرات التجميل والمنسوجات وغيرها من الصناعات. يستخدم الفيكوبيليبروتين على وجه التحديد كصبغة بروتين طبيعية في إنتاج مستحضرات التجميل والأطعمة مثل الحليب المخمر والآيس كريم والمشروبات الغاوية والحلويات. 

فوائد أخرى: 

  • تقوية الشعر: يعزز استخدام مستحضرات الشعر المنتج من طحالب السبيرولينا تقوية الشعر وتعزيز إنتاج الكيراتين ولمعان الشعر، بالإضافة إلى محاربة القشرة. 
  • تعديل المزاج وتحسين الذاكرة: تسهم مادة التربتوفان الموجودة في السبيرولينافي تعزيز إنتاج الدماغ لمادتي الميلاتونين والسيروتونين المسؤولتين عن تعديل المزاج وتحسين الذاكرة. 
  • رفع مستوى الحديد: يحتوي كل 100 غرام من السبيرولينا على ما يقارب 65 ميليغرامًا من الحديد. لذلك، أوصت الأمم المتحدة بتناول السبيرولينا كمتمم غذائي خاصةً لمرضى فقر الدم وسوء التغذية وضعف الحديد. 

طرق استخدام السيبرولينا

تتوفر مستخلصات السبيرولينا على شكل مسحوق أو حبوب. يمكن تناولها بكميات صغيرة بعد الوجبات مع الماء. 

يمكن استخدام المسحوق بطرق كبرى كإضافته للعصير، أو رشه في الأطباق. 

عند استخدام أي مكوّن أو عنصر طبيعي، يجب الانتظام بالروتين والتحلي بالصبر والمثابرة حتى نحصل على النتيجة المرجوة لأنها قد تحتاج لبعض الوقت. 

يوصى بمراجعة الطبيب في حال حدوث أي آثار جانبية مثل العطش أو الحمى أو الدوار أو الإمساك أو الإسهال. 

السيبرولينا: أعلاف للحيوانات

لم تقتصر فوائد طحالب السبيرولينا على البشر فقط، بل للحيوانات أيضًا. إذ تشكل مستخلصات السبيرولينا تحديًا كبيرًا في سوق صناعة وإنتاج الأعلاف للحيوانات. علمًا أنّها عنصر غذائي أرخص من المكونات الأخرى ذات الأصل الحيواني. حيث أنّ السبيرولينا هي إحدى إضافات الأعلاف العالية الجودة التي يمكن استخدامها في تغذية الحيوانات والدواجن.

إذ لوحظ أداءًا إنتاجيًا وإنجابيًا أكبر عند الدواجن التي تتغذى على السيبرولينا. كما لوحظ تحسن لون صفار البيض وبياضها. كما تستخدم الصين السبيرولينا كعنصر بديل جزئي للأعلاف المستوردة لتغذية الجمبري وتعزيز مناعته. مما ساهم في خفض نسبة الوفيات وزيادة الأسماك، وتحسن معدل بقائهم على قيد الحياة بنسبة 15 إلى 30 بالمئة. 

 

تشير الاستنتاجات العلمية إلى أنّ طحالب السبيرولينا مرشحة قوية ومثالية لتكون مكوّن أساسي في العلاجات القادمة. وذلك لما لمكوناتها من المواد الكيميائية النباتية تأثيرات وفعالية على خلايا الإنسان برمّتها. لقد ثبت أن استخدام السبيرولينا ومستخلصاتها يقلل من خطر الإصابة بالسرطان والفيروسات والأمراض.

غير أنّ التجارب السريرية والدراسات ما زالت تعد حتى يومنا هذا لتحديد فوائد طحالب السبيرولينا في مكافحة الأمراض الفتاكة مثل الإيدز والسرطان وغيرها. يدرس هذا العلماء في الهند والصين واليابان والولايات المتحدة ودول أخرى من العالم. 

ومع ذلك، من الواضح فعلًا أن هذا الغذاء الآمن والطبيعي يوفر دعمًا تغذويًا أساسيًا للصحة مع خصائص علاجية ووقائية هائلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى